استبد بزوجها الوجع وضعته في البلم مدثراً بنفس اللحاف الذي كان جزءاً من نيشان عرسهم٠٠

استبد بزوجها الوجع وضعته في البلم مدثراً بنفس اللحاف الذي كان جزءاً من نيشان عرسهم٠٠ لم تستعن بكسابة الثواب لأنهما كانا وحيدين بلا ولد ولا بنت بعد ان قتلت التابعة او الأمراض كل ما رزقهم الله من اطفال دفنوهم في ايشان الهور٠ أمسكت المردي وراحت تجذف ضد تيار شط باب الهوى عاتي الامواج وكأنها تعانده
سمعته يتمتم بكلمات توقفت عن التجذيف قليلاً ريثما تسمع ما يقول :
- سليمة وين ماخذتني ؟
- للدختور يا بعد طوايفي ٠
- ولچ رديني لبيتي اموت هناك اخيرلي ( احسن لي ) من هالبهذلة ٠
- مناتي گطنة واشلعها من اذنك عيب اردنك من كون تطلگني ٠
 ضحك مناتي رغم وجعه السيابي وتأكل مثانته من مرض ما ، اطال النظر الى وجهها الذي زاده سوادالشيلة وحبات العرق النازلة من جبينها اشتعالاً وسحراً طالما حسده عليه الحاسدون ٠
 ذهب به الخيال الى اليوم الذي وافق فيه اَهلها تزويجه منها بعد ان تشفع له كل سادة العمارة وأهل الشارة والبخت ٠
ولا يقطع خياله سوى صوت انفاسها العالية بعد ان اضناها تعب دفعها الزورق ضد تيار النهر ٠
- ولج على كيفچ شنهي ناهبين يو احد مطاردنة !!
 هي تعرفه جيدا وتفهم انه مشفق عليها وتعرف انه يتقصد تصنع الجلد وألفت منه عدم التلين في الحديث معها حتى في أشد لحظات ضعفه وتزلزل كيانه حباً وذوباناً حينما يختلي بها ويمد يده الى فك ظفيرتي شعرها ٠
لذا فهي تجاريه وتتصنع الرد عليه بنفس القسوة والنبرة العالية ٠٠
 اوصلته الى حافة الهور ومن هناك الى مستشفى الناحية أدخلوه غرفة الانعاش رفض نصيحة الطبيب في ان يكون لوحده أمسك يدها هزها بما تبقى فيه من قوة ،، أزاحت الشيلة وأدنت إذنها من شفتيه المرتعشتين احست بأنه يريد ان يقول شيئاً :
- سليمة ٠
- ها مناتي ؟
- احبنج وعلي  ٠